خرجت أنا وصاحبي إلى رحلة برية في أواخر الشتاء استمتعنا فيها بما شهدنا وحمدنا الله على ما رأينا وعايشنا , واقتربت رحلتنا من نهايتها وكنا على مقربة من أرض الحجاز فاقترح صاحبي أن نستغل قربنا من مكة فنؤدي العمرة , وعندما انهينا عمرتنا وتوجهنا إلى الرياض عن طريق الطائف توقفنا في هجرة صغيرة على طريق السيل لأداء الصلاة .. وبعد الانتهاء من الفريضة قام إمام المسجد بإلقاء كلمة موجزة طالب فيه جماعة المسجد بالتبرع ولو باليسير لعمل ترميم للمسجد الذي يبدو عليه القدم والتأثر بمياه المطر , جُمعت التبرعات القليلة التي لم تتجاوز المئات وعندها قام صاحبي وقابل إمام المسجد وسأله عن اسمه ومن ثم كتب له شيكاً بخمسة ألاف ريال .. فرح الإمام بهذا المبلغ وقدم شكره الجزيل ومن ثم انطلقنا إلى الرياض وقبيل الوصول توقفنا في إحدى محطات الوقود وفجأة نزل صاحبي واتجه إلى ثلاث سيارات فارهة غالية الثمن كانت متوقفة في طرف المحطة وأصحابها بجوارها وعندما رأى الشباب صاحبي أخذوه بالأحضان .. وأطال معهم المكوث والحديث ثم عاد بغير الوجه الذي ذهب به , ركب السيارة وهو واجم ساكت فقلت له سلامات يا أبا فلان قال : هؤلاء الشباب هم أبنا